. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S

= وقال الأخفش: (إذا نسخ الكتاب ولم يعارض، ثم نسخ ولم يعارض: خرج أعجميًّا) [1].

ويقابل الكاتب نسخته على الأصل مع شيخه الذي يروي عنه الكتاب، إن أمكن، وهو أحسن، أو مع شخص آخر، أو يقابل بنفسه وحده كلمة كلمة، ورجحه أبو الفضل الجارودي فقال: (أصدق المعارضة مع نفسك) [2].

بل ذهب بعضهم إلى وجوبه، فقال: (لا تصح مع أحد غير نفسه، ولا يقلد غيره) [3].

وأرى أن هذا يختلف باختلاف الظروف والأشخاص، وكثير من الناس يتقنون المقابلة وحدهم، ويطمئنون إليها أكثر من المقابلة مع غيرهم.

وإذا لم يتمكن الكاتب من مقابلة نسخته بالأصل فيكتفي بأن يقابلها غيره ممن يثق به.

ويستحب لمن يسمع من الشيخ أن يكون بيده نسخة يقابل عليها، فإن لم يكن فينظر مع أحد الحاضرين في نسخته.

وذهب ابن معين إلى اشتراط ذلك، فقد سئل عمن لم ينظر في الكتاب والمحدث يقرأ: هل يجوز أن يحدث بذلك؟ فقال: (أما عندي فلا يجوز، ولكن عامة الشيوخ هكذا سماعهم) [4].

قال النووي: (والصواب، الذي قاله الجمهور، أنه لا يشترط) [5].

أما إذا لم يعارض الراوي كتابه بالأصل: فذهب القاضي عياض [6] وغيره =

_____

[1] انظر الكفاية للخطيب 2/ 105

[2] انظر المقدمة ص 376، وأبو الفضل الجارودي هو الإمام الحافظ الجوال محمد بن أحمد بن محمد مات سنة 413 [الأنساب 3/ 159، والسير 17/ 384]

[3] انظر الإلماع ص 142.

[4] انظر الكفاية للخطيب 2/ 106

[5] التقريب (1/ 507 - تدريب)، حيث قال: " والصواب الذي قاله الجمهور أنه لا يشترط نظره ولا مقابلته بنفسه بل يكفي مقابلة ثقة أي وقت كان"

[6] انظر الإلماع ص 142

طور بواسطة نورين ميديا © 2015