وعبتها أنا. ولا أعرف أغاض فلان الماء. ومعنى غضت الماء فغاض أي نقصته فنقص وكان القياس في مثل هذا أن تقول أفعلته أنا ولكن العرب تتسع في بعض الكلام قالوا أخسأت الكلاب فخسأت وجبرت العظم فجبر، وقال العجاج:
قد جبر الدينَ الإلهُ فجَبر
قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: ما معنى غضت الماء؟ قال: تقول نقصته. قال: وأغضته إذا أخرجته.
قال أبو حاتم: الذي يعرف وغضته أنا ولا أعرف في هذا المعنى أغاضه إنما يقال غاضه ومن ذلك قول الله عز وجل: {وغيض الماء} ولم يقل أغيض.
وأما الأصمعي فذهب مذهب غيّضته وأغضته وسيلته وأسلته، قال جرير:
غَيّضن من عَبَراتهن وقلن لي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وكان الأصمعي أنشدنا:
حتى إذا ما الآل غاضَ بَهَره
بالنصب.
وقال أبو زيد: تقول غاض ثمن السلعة يغيض غيضا إذا أقصر عما كان عليه السعر وغضته أنا أغيضه غيضا بكسر الغين في الماضي والمستقبل وفتحها في المصدر.