7 - فشل الأيوبيين في إيجاد تيار حضاري: حاول صلاح الدين بإيمان صادق وذكاء متميز حمل لواء المشروع الإسلامي الحضاري الذي تزعمه نور الدين محمود زنكي وحرص على الفتوحات العسكرية والدعوية، بحيث لا تطغى الأرض على الحضارة ولا الدولة على الدعوة، ولا تصبح اعتبارات السياسة أهم مبادئ الدين، فقد عمل على إيجاد تيار حضاري عقدي يملأ أركان الحياة، ومهما يكن من أمر فإن الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين لم تستوعب قانون الامتداد الحضاري، فبعد الامتداد الانتصارات كان عليها أن تمتد بالدعوة وتطور المدارس الإصلاحية حتى تواكب احتياجات العصر العلمية والتربوية والثقافية والحضارية إلا أن خلفاء صلاح الدين لم يستطيعوا أن يقدموا مشروعاً حضارياً يجدد حيوية الدولة ويرسم أهدافها ويدفعها بقوة نحوها، وإنما دخلوا في أنفاق مظلمة انتهت بزوال دولتهم، لقد فشل ملوك بني أيوب بعد صلاح الدين في إيجاد تيار حضاري ولم يستطيعوا أن يحققوا التوازن بين الدولة والدعوة والأرض والعقيدة والسياسة والفكر وكانت هذه رسالة سامية تأخر فيها الأيوبيون وغلبتهم الظروف والتحديات فأصبحوا أمام قانون التاريخ الحضاري الذي لا يجامل ولا يحابي أما أن يتقدموا أو يزولوا من الوجود فلا سكون في تاريخ البشرية.