لقد بدأ الخلاف المؤثر في الأسرة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين وسرعان ما انغمس الأيوبيون في صراعاتهم الداخلية فلم يحترم الأخ أخيه والعم بني أخيه، واستغل الملك العادل الأيوبي الجهل والطيش الذي اتسم به أبناء صلاح الدين، إذا إنه استخدم علاقاته القديمة ومكانته لتحقيق هزيمة سياسية وعسكرية لجيش الملك العزيز قبل أن يستل جندي واحد سيفه من غمده؛ إذ كانت المنافسة قائمة بين الأمراء الصلاحية "أمراء صلاح الدين" والأمراء الأسدية "أمراء أسد الدين شيركوه الذين ورثهم صلاح الدين في جيشه ونجح العادل في الإيقاع بين الفريقين (?) وقد وصف القاضي الفاضل الخلاف في البيت الأيوبي بقوله: أما هذا البيت، فإن الآباء منه اتفقوا فملكوا، وإن الأبناء منهم اختلفوا فهلكوا وإذ غرب نجم فما الحيلة في تشريفه، وإذا بدأ تخريق في ثوب فما يليه إلا تمزيقه، وهيهات أن يسد على قد طريقه وقد قدر طروقه، وإذا كان الله مع خصم على خصم فمن كان الله معه فمن يطيقه (?) واستمر الصراع في الأسرة الأيوبية بعد وفاة الملك العادل، حيث اشتد النزاع بين أولاده الملك المعظم والملك الكامل أبناء البيت الأيوبي كما رأينا في هذا الكتاب.

لقد أقدم الأيوبيون على عمل خطير، فهم قد انتحروا عندما تقاتلوا فيما بينهم وتبادلوا مواقع الموت، لقد أجهزوا على أنفسهم بنزاعهم الداخلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015