وجاء في تفسيرها: وإذا دنا وقت هلاكها أمرنا بالطاعة مترفيها: أي: متنعميها وجباريها وملوكها ففسقوا فيها، فحق عليها القول فأهلكناها، وإنما خص الله تعالى المترفين بالذكر مع توجه الأمر بالطاعة إلى الجميع، لأنهم أئمة الفسق ورؤساء الضلال وما وقع من سوئهم، إنما وقع باتباعهم وإغوائهم، فكان توجه الأمر إليهم آكد (?).

إن أمر بني أيوب ما زال مستقيماً في عهد صلاح الدين حتى أفضى أمرهم إلى أبنائه، فوقع بعضهم في الترف وآثاروا الشهوات وأقبلوا على اللذات والدخول في المعاصي والتعرض لسخط الله" والشواهد على ذلك كثيرة نذكر منها ما كان في عهد الملك الأفضل وفي عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب ما فعله استاذ الدار وهو كبير أمناء الملك أو الرئيس والذي كان يجمع إلى منصبه اختصاصات الوزير وقائد الجيش في المعارك وفتح دمشق وكان متحللاً وعابثاً ومعتداً بقوته ومنصبه وتجرأ على منكر كبير، يخالف أحكام الدين ويسخر بالشرع ويسيء إلى مشاعر المسلمين، فبنى فوق أحد مساجد القاهرة طبلخانة أي قاعة لسماع الغناء والموسيقى وقد تصدى لذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام كما بينا ذلك ومن صور الترف في عهد الدولة الأيوبية التوسع في المآكل والمشارب وما يترتب على ذلك من آفات، وحب التكثر من المال والتوسع في الركوب وفي المسكن والملبس والنكاح ولقد رأينا ذلك كله في بعض أمراء وملوك البيت الأيوبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015