وكقوله:

سبقتم بإسداءِ الجميل تكرُّماً ... وما مثلكم فيمن تحدَّث أو حكى

وقد كان ظنَّ أن أسابتكم به ... ولكن بكت قبلى فهيبحَ لى البكا (?)

وله في بُدوَّ أمره:

أرى الكتّاب كلهَّمُ جميعاً ... بأرزاقٍ تعُمّهُم سِنينا

ومالي بينهم رزق كأنيَّ ... خُلقِتُ من الكرام الكاتبينا (?)

وذات يوم سأله الملك العزيز عثمان بن الناصر عن جارية من حظاياه أرسلت إليه زِرَّا من ذهب مُغلَّفٍ أسود، فأنشأ الفاضل يقول:

أهدت لك العنبر في وسطه ... زرُّ من التَّبرِ رقيقُ اللَّحام

فالزَّرُّ في العَنْبَرِ معْناها ... زُرْ هكذا مختفياً في الظلام (?)

والقاضي الفاضل له من الصدقات الجارية الشيء الكثير منها؛ أنه كان له بمصر (?) ربعُ عظيم يؤجَّر بمبلغ كثير، فلما عزم على الحج ركب ومرّ به ووقف وقال: اللهمَّ إنك تعلم أن هذا الرّبْعَ ليس شيء أحب إليَّ منه، اللهم فأشهد أني وقفته على فكاك الأسرى يقول ابن شهبه في تاريخه وهو إلى يومنا هذا وقف (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015