وللقاضي السعيد هبة الله بن سناء الملك فيه من قصيدة:
عبد الرحيم على البَرَّيةِ رحمة ... أَمِنَت بصُحْبَتِها حلولَ عقابها
يا سائلاً عنه وعن أسبابه ... نال السَّماء فَسَلْهُ عن أسبابها
والدهر يعلمُ أن فيصلَ خطبه ... بخُطا يراعته وفصلٍ خطابها
ولقد عَلَتْ رتبُ الأجلَّ على الورى ... بسموَّ منصبها وطيب نصابها
وأتته خاطبة إليه وزارة ... ولطالما أعْيَتْ على خُطَّابِها
ما لقَّبُوه بها لأن يعلوُ بها ... أسماؤه أغَنَتْه عن ألقابها
قال الزمان لغيره إذ رامها ... ترِبَت يمينُك لست من أترابها
أذهب طريقك لست مَن أربابها ... وأرجع وراءك لست من أصحابها
وبعز سيدنا وسيَّد غيرنا ... ذلت من الأيام شمسُ صعابها
وأتت سعادته إلى أبوابه ... لا كالذي يسعى إلى أبوابها
تعنُو الملوكُ لوجهه بُوجوهها ... لا بل تساقَ لبابه برِقابها
شُغِلَ الملوكُ بما يزول ونفسه ... مشغولة بالذكر من محرابها
في الصَِّوم والصَّلوات أتعب نفسه ... وضمان راحته على إتعابها
وتعجل الأقلاع عن لذّاته ... ثقة بحسن مالَها ومآبها
فلتفخر الدنيا بسائس مُلْكِها ... منه ودارس عِلْمها وكتابها
صّوامها قوّامها وعَلاَّمها ... عمّالها بذَّالِها وهّابها (?)