بعد معركة غزة سارع القائد المصري بيبرس إلى الإسيتلاء على غزة والساحل، والقدس والخليل وبيت جبريل والأغوار ثم حاصر دمشق وفيها صاحبها الصالح إسماعيل وإبراهيم بن شيركوه صاحب حمص، ولما ضاق صاحب دمشق بالحصار ذرعاً سير وزيره أمين الدولة إلى العراق متشفعاً بالخليفة العباسي ليصلح بينه وبين ابن أخيه الصالح أيوب، فلم يجبه الخليفة إلى ذلك، وبعد حصار دام ستة أشهر استسلمت دمشق في الثامن من جمادى الأولى سنة 643هـ/الأول من تشرين الأول سنة 1245ن وعوض الصالح إسماعيل عنها ببعلبك وبصرى وأعمالها (?) وأما الخوارزمية، فقد انقلبوا على الصالح نجم الدين أيوب لأنهم لم يحصلوا على ما كانوا يطمحون إليه، فهم ظنوا أنهم بعد أن ساعدوه في التغلب على خصومه وفي تملك بلاد الشام سوف يقاسمهم الغنائم ويشاطرهم الملك، لكن ظنهم خاب عندما منعهم دخول دمشق وأقطعهم بلاد الساحل، فتغيرت نياتهم واتفقوا على الخروج عن طاعة السلطان (?)، وأعلنوا الثورة وسارع الناصر داود صاحب الكرك، والملك الصالح إسماعيل بالإنضام إليهم، وزحفوا جميعاً على دمشق وحاصروها وقطعوا عنها الإمدادات، فاشتد الغلاء بها، ومات كثير من الناس جوعاً، وأكل الناس القطط والكلاب والميتات، واستمر هذا البلاء ثلاثة أشهر، وهنا أظهر الصالح أيوب صبراً ومهارة فلجأ إلى أعمال الحيلة والتدبير، فأغرى الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص على الانضمام إليه فضلاً عن استمالة الحلبيين، كما تحايل على بعض الأمراء وفك التحالف وبفضل - الله - ثم هذه الإجراءات تمكن الصالح أيوب من إنزال الهزيمة بالخوارزمية بالقرب من حمص في أول المحرم سنة 644هـ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015