1 - أبو يوسف يعقوب المنجنيقي توفي 626هـ:
كان فاضلاً في فنَّه، وشاعراً مُطبَّقاً، لطيف الشَّعرِ، حسن المعاني، وقد أورد له ابن الساعي قطعة صالحة، ومن أحسن ما أورد له قصيدة فيها تعزية عظيمة لجميع الناس وهي قوله:
هل لمن يرتجى البقاء خلود ... وسوى الله كلُّ شيءٍ يَبيدُ
والذي كان من تراب وإن ... عاش طويلاً للتراب يعود
فمصيُر الأنام طُرَّا إلى ما ... صار فيه آباؤهم والجدود
أين حوّاءُ أين آدم إذ ... فاتهم الخُلدُ والثَّوَى والخلود
أين هابيل أين قابيلُ إذ ... هذا لهذا مُعاندُ وحسود
أين نوح ومن نَجَا معه ... بالفلك والعالمون طُرَّاً فقيدُ
أسلمته الأيام كالطفل ... للموتِ ولم يُغن عمره الممدود
أين عادُ بل أين جنة عادٍ ... أم ترى أين صالح وثمود
أين إبراهيم الذي شاد بيت ... الله فهو المعظم المقصود
حسدوا يُوسُفاً أخاهم فكادوه ... ومات الحسود والمحسود
وسليمانُ في النُّبوَّةِ والملكِ ... قضى مثل ما قض داودُ
وابن عِمران بعد آياته التسع ... وشقَّ الخِضَمَّ فهو صعيد
والمسيح ابنُ مريم وهو روح ... الله كادت تقضى عليه اليهود
وقضى سيُد النَّبيَّين والهادي ... إلى الحقَّ أحمد المحمود
ونجوم السماءِ منتشِرات ... بعد حين وللهواء ركود
ولنارِ الدنيا التي تُوقِدُ الصَّخْرَ ... خُمودٌ وللمياه جُمودُ
وكذا للثَّرَى غداة يؤُمُّ ... الناس منها تزلزلٌ وهُمودُ
هذه الأُبَّهات نارٌ وتربٌ ... وهواء رَطْبٌ وماء ترودٌ
سوف تفنى كما فنِينا فلا ... يبقى من الخلق والد ووليدٌ
لا الشَّقىُّ الغوِىُّ من نُوَاب ... الأيام ينجو ولا السعيد الرّشيُد
ومتى سَلَّتِ المنايا سيوفا ... فالموالي حَصيُدها والعبيد (?)