10 - قد يتصور البعض أن ما أقدم عليه الكامل الأيوبي في اتفاقية يافا عام 1229م/627هـ، وتقديمه القدس له على هذا النحو قد تم استرداده عام 1244م/642هـ وعندما دخل الخوارزميون المدينة المقدسة وقضوا على السيادة الصليبية بها، غير أن الأمر بذلك يكون من قبيل "تهوين" ما أقدم عليه الكامل، إذ أنه أقدم على ذلك عام 1229م/627هـ ولم يكن المعاصرون الذين رفضوا في غالبيتهم الغالبة هذا الموقف يدركون إلا ضياع رمز الجهاد الإسلامي في عصر الصليبيات في صورة تلك المدينة المقدسة على نحو خاص، ولم يكن أحد قط - وهو أمر بديهي - يدرك أنه سيتم استردادها لصالح المسلمين بعد ذلك بخمسة عشر عاماً، ومن ناحية أخرى؛ علينا ألا نجمل أخطاء حكام المسلمين السابقين فها هو خطأ قتَّال صحيح بعد خمسة عشرة عاماً، مع ملاحظة أن الذي يدفع الثمن دائماً الشعوب التي يخذلها حكامها أحياناً جرياً وراء ديكتاتورية ترى أنها على حق، وأن الحشود الحاشدة المعاصرين لا يستحقون أن يلتفت إلى تصورهم على الرغم من أنهم المشاركون الفعليون في صنع تلك المرحلة (?).