أما بعد:
يا رب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، هذا الكتاب امتداد لما سبقه من كتب درست عهد النبوة وعهد الخلافة الراشدة وعهد الدولة الأموية، وعهد السلاجقة وعصر الدولة الزنكية، ودولة المرابطين والموحدين، وعهد صلاح الدين الأيوبي، والدولة العثمانية وقد صدر منها: السيرة النبوية وأبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي، ومعاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز، وفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم، والوسطية في القرآن الكريم، والثمار الزكية للحركة السنوسية، والسلطان محمد الفاتح، والشيخ عبد القادر الجيلاني، والإمام الغزالي، وحقيقة الخلاف بين الصحابة، وفكر الخوارج والشيعة في ميزان أهل السنة والجماعة وعقيدة المسلمين في صفات رب العالمين، وقد سميت هذا الكتاب: الحملات الصليبية الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والأيوبيون بعد صلاح الدين ويعتبر حلقة مهمة في سلسلة الحروب الصليبية والتي خرج منها: السلاجقة والزنكيون وصلاح الدين، والتي نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن تكون لوجهه خالصة ولعباده نافعة، ويطرح فيها القبول والبركة، ويرزقنا حسن القصد وإخلاص النية لوجهه الكريم، ويوفقنا لإكمال الموسوعة التاريخية التي نسعى لإخراجها وهذا الكتاب يتحدث عن استمرار صراع المشاريع بين المشروع الصليبي والمشروع الإسلامي، وظهور المشروع المغولي على مسرح الأحداث، فقد لخص الفصل الأول الأيوبيون بعد صلاح الدين، فتحدث عن أقاليم الدولة والنزاع بين خلفاء صلاح الدين وبين الأخوين الأفضل والعزيز، وتآمر الملك العادل على الأفضل، وجهود القاضي الفاضل في الإصلاح بين البيت الأيوبي والتحالف بين الملك العادل والعزيز ابن صلاح الدين، وجهاد الملك العادل للصليبيين وتشجيع القاضي الفاضل له على التصدي للغزاة وتعرض الكتاب لعهد الملك العادل بالتفصيل فذكر الأحلاف السياسية ضد