ب- من نشاطات الفُتُوَّة: وكان من اهتمامات الفتيان الرمي بالبُنُدق، وتدريب الحمام، وقد تفنن الناس في ذلك سواء الأمراء أو الملوك (?)، وفي العصر الأيوبي كان الرمي بالبُنُدِق (?)، قد شاع في معظم أنحاء الدولة الإسلامية وهو رياضة رمي وتدريب على التسديد ويُستخدم للرمي على الطيور من أجل الصيد أو الرياضة، وكان الخليفة العبَّاسي النَّاصر لدين الله قد منع رمي البُندُق إلا لمن ينتمي له (?).
لقد قصد الخليفة النَّاصر من اهتمامه الكبير بنظام الفتوة تقوية مركزه وزيادة فاعلية منصب الخليفة وربط ملوك الأطراف والرعايا بشخص الخليفة، من حيث كونه زعيماً فعلياً، إضافة لكونه خليفة وإماماً شرعياً (?) ولكنَّ كُلَّ ما قام به النّاصر لتنظيم الفُتُوَّة تهاوى بعد (?) موته، ويرى بعض الباحثين إن نظام الفُتُوة استمر بالقوة والاندفاع نفسهما بعد وفاة الخليفة الناصر لدين الله سنة 622هـ إذ اهتم الخلفاء العباسيون بعده في العناية بالفتوة والقيام برسومها ورعاية الفتيان في البلاد الإسلامية على اختلاف الحماسة لها (?).