وبدا على الساحة وكأن الأمور قد انعكست على سعي الكامل الذي خرج يطلب بلاد الرُّوم ومعه كل ملوك بيته فعاد، وقد انقلبوا عليه جميعاً، وأرسلوا يطلبون منه عدم الخروج إلى الشام (?).

وبعث الملك الأشرف إلى أخيه الكامل: أنا قد اتفقت كلمتنا ونطلب منك ألا تخرج من مصر، ولا تنزل الشام وتحلف لنا على ذلك (?)، فلما قرأ الملك الكامل رسالة أخيه الأشرف أجابه: أنتم اتفقتم، فلم تطلبوا مني اليمين، احلفوا لي أنتم ألا تقصدوا بلادي، ولا تتعرضوا لشيء مما في يدي وأنا أوافقكم على ما تطلبون (?)، وأضاف: أبكاني اختلاف ملوك الإسلام، وأضحكني كوننا الجميع مشايخ، وما بقي لنا فسحة في الأجل نحتمل القال والقيل (?) وبما أن خيوط اللعبة السياسية منوطة بشخص الملك في الدُّول الأيوبية فقد كانت تتداخل الأمور، وقد بحث انهيار سياسي وعسكري بحال وفاة الملك، فلا تُوجد مُؤسَّسات سياسَّية أو عسكرية تتابع نهج الملك، الذي كان كخيط السبحة التي ينظم حبًّاتها، فإذا انقطع تبعثرت، وهذا ما حدث في الشام عندما تُوفيَّ الملك الأشرف بدمشق عام 635هـ/1238م (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015