بينما وثق داود بالملك الأشرف لمَّا خدعه بعذوبه لسانه، فَسيَّره إلى الملك الكامل، معتمداً في إصلاح أموره عليه، فلم يألُ جهداً أن ساق الحصار (?) وفي عام 626هـ/1229م، تسلمَّ الملك الأشرف دمشق وأعطى للكامل - عوضاً عنها - حَّران والرّها، ورأس عين، والرقَّة والموزر، وبذلك، دخل الكامل عالم الجزيرة الشامَّية من أوسع أبوابه، وأصبح القوة السَّياسيَّة والعسكرية الأكبر في البلاد الجزرية، بعد أن تخلىَّ الملك الأشرف له عن مواقعة بها، ويبدو أن الملك الأشرف: اقتنع بدمشق، واشتغل باللهو والملاذ (?) وفي عام 627هـ/1230م، تمكن خوارزم شاه من دخول خلاط بخيانة من القائد المكلفَّ بحراسة أحد الأبواب، ولحنقه من المقاومة الشرسة التي واجهته " فعل بأهلها ما يفعله التَّتر (?)، فقتل كُلَّ من وجد في البلد وسبى عسكُرهُ الحريم وباعوا الأولاد كما يُفعل بالكفرة (?)، وبلغ الملك الأشرف أخذ الخوارزميين خلاط وهو بدمشق، فخرج على وجهه، حتى أتى الرقَّة ثم سار إلى حرَّان، وكتب إلى حلب والموصل والجزيرة، فجاءته العساكر ورحل يُريد الروم (?)، واتفق مع كيُقباذ سُلطان سلاجقة الروم وتمَّكنا من هزيمة جلال الدين الخوارزمي واسترجع الملك الأشرف خلاط عام 628هـ/1231م وبعد استرجاع خِلاط، وكفّ شّر الخوارزمي بالإتفاق معه، والحلف القديم مع الرُّومي، وجد الملك الأشرف أن الوقت قد صفا له، فتخلىَّ عن الجزيرة ومشاكلها للكامل وتفرَّغ للهوه وملذَّاته بدمشق (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015