ويتبين من هذا الرفض أن الحرب الصليبية في الثالث عشر الميلادي انحرفت عن هدفها الرئيسي الذي قامت من أجله، وهو استرداد بيت المقدس، وتحَّولت إلى أهداف دنيوية استعمارية (?).

ثالثاً: إعداد الملك الكامل مصر والشام لقتال الصليبيين:

وعندما علم الكامل محمد بنوايا الصليبيين، تصميمهم على الاستمرار في القتال، اتخذ الإجراءات الضرورية التي من شأنها مساعدته على الصمود في وجه هذا الخطر الذي يهَّدد مصر بخاصة والعالم الإسلامي بعامة منها:

- جمع الأموال اللازمة لسد نفقات الحرب.

- إعداد وتجهيز خطوط الدفاع الأمامية.

- حثُّ الأمراء الأيوبيين لإمداد مصر بما تحتاجه من الرجال إلى مصر بقيادة ابنه المظفر محمود، ولما وصل إلى المعسكر الإسلامي أكرمه الكامل محمد، وأعظم قدره، وأنزله على ميمنته، وهي منزلة أبيه وجدَّه عند صلاح الدين (?) وتشجّع الكامل محمد بعد وصول هذه الإمدادات، وجمع عدداً من خبرة القوات الإسلامية وأغار بهم على المعسكر الصليبي، وحرقت بعض أجزاء الأبراج الخشبية، ثم أغار ثانية على المعسكر، ويبدو أن الغارتين كانتا غير فعالتين، إذ أحاط الصليبيون معسكراتهم بخنادق تمتد على ضفتي النهر لفرع دمياط وأقاموا بعض الأبراج وزودوها، مقاتلين، وربطوا بين ضفتي النهر بجسر من القوارب وحاول الملك الكامل تخريب الجسر الذي يصل بين المعسكرين لشطرهما إلى قسمين ليسهل عليه مهاجمة أخوهما فخرب جزءاً من الجسر، ولكن الصليبيين كشفوا ذلك، فشددوا الحراسة عليه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015