ثانيا: النزاع بين خلفاء صلاح الدين

ثانياً: النزاع بين خلفاء صلاح الدين: عندما توفي صلاح الدين حضر أخوه الملك العادل وشارك في تقبل التعازي مع أبناء أخيه، وكان صلاح الدين قد قدم ابنه الملك الأفضل لتولي السلطنة من بعده وبعد انتهاء العزاء طلب الملك الأفضل من بعض الأمراء والمماليك أن يجددوا مبايعته ويحلفوا له يمين الولاء والطاعة، فاشترط بعضهم (?)، أن يكون له خبز يرضيه، وامتنع قسم آخر عن البيعة قائلاً: أنا ليس لي خبز (اقطاع) فعلى أي شيء أحلف؟ وكان بعض العلماء ممن نشأوا في ظل الدولة الصلاحية يتخوفون من أن تصير حال الدولة بعد صلاح الدين إلى الشقاق والنزاع وممن أوجس خيفة من ذلك القاضي الفاضل، فقد كتب إلى الملك الظاهر غياث صاحب حلب، إثر وفاة السلطان، كتاب تعزية جاء فيه: إن وقع اتفاق بينكم، فما عدمتم شخصه الكريم، وإن غير ذلك فالمصائب المستقبلية أهونها موته وهو الهول العظيم (?) ولم تنفع وصية القاضي وأمنية الأصدقاء المخلصين، كما لم تنفع الملك الأفضل تلك المبايعة التي دعا إليها القادة والأمراء في دمشق، بينما كان أبوه يعاني سكرات الموت: معتذراً بأن المرض قد اشتد وما يعلم ما يكون، وما يفعل هذا إلا احتياطاً على جاري عادة الملوك (?)، وتهيأت فرص النزاع بين خلفاء صلاح الدين، وتتابعت مقدماتها فكان من الواضح أن يصيب الملك العادل من ذلك الإرث العظيم فقد كان داهية وليس في البيت الأيوبي من يدانيه في حسن السياسة وكثرة التجربة وبعد النظر (?) واغتنم الفرنج وفاة صلاح الدين وانشغال الأيوبيين بالعزاء فقاموا بخطوة استطلاعية جريئة للتعرف على مدى قدرة خلفاء صلاح الدين على الاحتفاظ بوحدتهم واستولوا على مدينة جبيل وقلعتها عام 590هـ/1194م (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015