6 - فخر الدين الرازي (توفي 606هـ):
العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحُسين القُرشيُّ الكبريُّ الطبرستاني الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء والمصنَّفين (?) ولد سنة أربع وأربعين وخمس مئة واشتغل على أبيه الإمام ضياء الدين خطيب الرَّي، وانتشرت تواليفه في البلاد شرقاً وغرباً، وكان يتوقُد ذكاءً، ترجمته وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفَّي على طريقة حميدة والله يتولى السَّرائر (?) وقد كان معظماً عند ملوك الخوارزمية وغيرهم وبنيت له مدارس كثيرة في بلدان شتى وملك من الذهب العين ثمانين ألف دينار، وغير ذلك من الأمتعة والمراكب والأثاث والملابس وكان له خمسون مملوكاً من الترك، وقد كان يعقد مجلس الوعظ فيحضره عنده الملوك والوزراء والعلماء والأمراء والفقهاء، والعامة والغوغاء وكانت له عبادة وأوراد وقد وقع بينه وبين الكّرامية في أوقات شتَّى، فكان يُبغضهم، ويبغضونه ويبالغ في ذمَّهم ويبالغون في الحَطََّ عليه، وكان مع غزارة علمه وتبحره في فنَّ الكلام يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز وقد رجع في آخر حياته إلى طريقه السلف وتسليم ما ورد على الوجه المراد اللائق بجلال الله تعالى (?) فقد قال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فمار رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات "الرحمن على العرش استوى" (طه، آية: 5) "إليه يصعد الكلم الطيب" (فاطر، آية: 10) وأقرأ في النص: "ليس كمثله شيء" (الشورى، آية: 11) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي (?).
ومما كان يُنشِدهُ في بعض مصنَّفاته:
نهايةَُ إقدام العقول عِقال ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جُُسومنا ... وحاصل دُنيانا أذى ووبال