س- قيامه في المنكر واحترام الملك العادل له: كان لا يرى منكراً إلا غيَّره بيده أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم قد رأيته مرة يهريق خمراً فجبذا صاحبه السيف فلم يخف منه، وأخذه من يده، وكان قوياً في بدنه، وكثيراً ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطَّنابير والشَّبابات (?) وذات يوم دخل الحافظ عبد الغني على العادل فقام له فلما كان اليوم الثاني جاء الأمراء إلى الحافظ مثل سركس وأُزكشي، فقالوا آمنّا بكراماتك يا حافظ وذكروا أن العادل قال: ما خفت من أحد ما خفت من هذا، فقُلنا: أيها الملك هذا رجل فقيه قال: لما دَخل ما خُيّل إليَّ إلا أنه سبع (?) قال الضياء: رأيت بخط الحافظ: والملك العادل اجتمعت به وما رأيت منه إلاَّ الجمَيل، فأقبل عليَّ، وقامَ لي، والتزمني ودعوت له ثم قلت: عندنا قصور هو الذي يوجب التقصير، فقال: ما عندك لا تقصير ولا قصور، وذكر أمر السنُّة فقال: ما عندك شيء تُعاب به لا في الدين ولا الدنيا، ولابد للناس من حاسدين (?) وقال الضياء: كانوا قد وغروا عليه صدر العادل، ويتكلموا فيه، وكان بعضهم أرسل إلى العادل لبذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار (?). قال الذهبي: جرّ هذه الفتنة نشر الحافظ أحاديث النزول والصفات فقاموا عليه، ورموه بالتَّجيسم، فما دارى كما كان يداريهم الشيخ المُوَفَّق (?) وقال سمعت بعض أصحابنا يحكي عن الأمير درباس أنه دخل مع الحافظ إلى الملك العادل فلما قضى الملك كلامه مع الحافظ، جعل يتكلم في أمر ماردين وحصارها فسمع الحافظ فقال: أيش هذا، وأنت بعُد تريد قتال المسلمين ما تشكر الله فيما أعطاك، أما .... ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015