ب- مصنفاته: وله من المصنَّفات في ذلك ما يضيق هذا المقام عن تعدادِها، وحصر أفرادها، منها كتابه في التفسير الشهير يزاد المسير، وله أبسط منه ولكنَّه ليس بمشهور ولا منكور وله "جامع المسانيد" استوعب فيه غالب "مسند الإمام أحمد" و"صحيحي البُخاري ومسلم" و"جامع الترمذي" وله كتاب "المنتظم في تواريخ الأمم من العرب والعجم" في عشرين مجلداً ... فلم يزل يؤرَّخ أخبار العالم حتى صار هو تاريخاً وما أحقه بقول الشاعر:
ما زلتَ تدأب في التاريخ مُجتهداً ... حتى رأيتُك في التاريخ مكتوباً (?)
وله مقامات وخطب وله "الأحاديث الموضوعة" و"العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" وغير ذلك (?).
ج- من أشعاره: قال ابن كثير: .. وقد كان فيه بهاء، وترفع في نفسه، ويسمُو بنفسه أكثر من مقامه وذلك هو ظاهر في نثره ونظمه، فمن ذلك قوله:
ما زلت أدرك ما غَلا بل ما علا ... وأُكابد النَّهج العسِيَر الأطْوَلا
تجري بي الآمال في حَلَباته ... طلق السَّعيد جَرى مدَى ما أمَّلا
يُفضي بي التوفيق فيه إلى الذي ... أعمى سِوَاى تَوصُّلاً وتَغَلغُلا
لو كان هذا العلم شخصاً ناطقاً ... وسألته هل زُرت مثلى قال لا (?)
ومن شعره أيضاً قوله:
يا ساكن الدُّنيا تأهَّب ... وانتظر يوم الفِراق
وأَعِدَّ زاداً للرّحيل ... فسوف يُحدى بالرَّفاق
وابكِ الذُّنوب بأدُمع ... تنهل من سُحُب المآقي
يا من أضاع زمانه ... أرضيت ما يفنى بباق (?)
س- وفاته: كانت وفاته في ليلة الجمعة بين العِشاءين الثاني عشر من شهر رمضان من سنة 597هـ وله سبع وثمانون سنة وحُملت جنازته على رؤوس الناس، فدفن بباب حربِ عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد، وكان يوماً مشهوداً، حتى قيل إنَّه أفطر جماعة من الناس بسبب شدة الحر وكثرة الزحام، رحمه الله وفد أوصى أن تكتب على قبره هذه الأبيات