بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
الأيوبيون بعد صلاح الدين:
عندما توفي صلاح الدين وأصبح في ظل رحمة الله، كانت الظروف التي أفرزته لاتزال قائمة، وكانت الأمة الإسلامية في مسيس الحاجة إلى شخصيته المتميزة، وإيمانه الكبير، وعبقريته العسكرية (?) الفذة، وقد ترك دولة مترامية الأطراف تشمل مصر والجزيرة العربية وبلاد الشام والجزيرة الفراتية وخلّف فراغاً لم يستطع أحد من أبنائه السبعة عشر أو إخوانه أن يملأه (?) وظهر خلفاء صلاح الدين الأيوبي على مسرح الأحداث التاريخية وكانوا مختلفين عنه سلوكاً وخلقاً وكان مستواهم العسكري والسياسي، لا يرقى إلى مستواه، ومن هنا ترك صلاح الدين الأيوبي فراغاً سياسياً كبيراً بموته (?).
أولاً: تقسيم أقاليم الدولة: اتسعت شقة الخلاف بين أبناء صلاح الدين الأيوبي على السلطة وتدخل بينهم أصحاب الرأي والمشورة لإصلاح ذات البين واستقر الأمر في البداية على تقسيم الأقاليم على النحو التالي:
1 - ملك الملك الأفضل بن صلاح الدين دمشق والقدس وبعلبك وصرخد وتبنين وبصرى إلى الداروم (?) (دير البلح) حتى حدود مصر (?).
2 - استولى الظاهر غياث غازي بن صلاح الدين على حلب وجميع أعمالها وشمال سوريا كحارم وتل باشر واعزاز ومنيج (?).
4 - أخذ الملك العادل سيف الدين أبو بكر شقيق صلاح الدين والكرك والجزيرة الفراتية (?)، أي حران والرها وسميساط وقلعة جعبر وميافارقين وديار بكر، وكانت هذه المنطقة لا تتناسب مع مكانته وقدراته (?).