قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَإِنْ قَالَ لَكَ قَائِلٌ: فَمَا هَذِهِ الْأَجْزَاءُ الثَّلَاثَةُ وَسَبْعُونَ؟ قِيلَ لَهُ: لَمْ تُسَمَّ لَنَا مَجْمُوعَةً فَنُسَمِّيَهَا , غَيْرَ أَنَّ الْعِلْمَ يُحِيطُ أَنَّهَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَتَقْوَاهُ , وَإِنْ لَمْ تُذْكَرْ لَنَا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ , وَلَوْ تَفَقَّدْتَ الْآثَارَ لَوَجَدْتَ مُتَفَرِّقَةً فِيهَا , أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ فِي إِمَاطَةِ الْأَذَى , وَقَدْ جَعَلَهُ جُزْءًا مِنَ الْإِيمَانِ؟ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ , وَفِي الثَّالِثِ: الْغَيْرَةُ مِنَ الْإِيمَانِ , وَفِي الرَّابِعِ: الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ , وَفِي الْخَامِسِ: حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ فَكُلُّ هَذَا مِنْ فُرُوعِ الْإِيمَانِ , وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّارٍ: ثَلَاثٌ مِنَ الْإِيمَانِ: الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ , وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ , وَبَذْلُ السَّلَامِ عَلَى الْعَالَمِ ثُمَّ الْأَحَادِيثُ الْمَعْرُوفَةُ عِنْدَ ذِكْرِ كَمَالِ الْإِيمَانِ , حِينَ قَالَ: أَيُّ الْخَلْقِ أَعْظَمُ إِيمَانًا؟ " فَقِيلَ: الْمَلَائِكَةُ , ثُمَّ قِيلَ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ: بَلْ قَوْمٌ يَأْتُونَ بَعْدَكُمْ , فَذَكَرَ صِفَتَهُمْ وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُهُ: إِنَّ أَكْمَلَ , أَوْ , مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ