قَالَ: ثُمَّ بَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟، قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنِّي لَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا، قُلْتُ: وَمَا الْقَبْضَتَانِ؟، فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْيَمِينِ، وَهَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ، هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الشِّمَالِ «. هَكَذَا رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ،» وَفِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَنَسًا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ مُعَاذٍ وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، وَغَيْرِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَحْوِ مَا «.» رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَذَكَرَ يَحْيَى الْقَطَّانُ «أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ كَانَ لَا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَدِيمًا» .
-[240]-
103 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ، بِمَكَّةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثُونَا عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: «تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» ، قَالَ يَحْيَى: أَدْرَكْتُ أَنَا التَّيْمِيَّ وَهُوَ لَا يُحَدِّثُ بِهِ "