4ـ الوقاية من الدجال: أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فلم يدع صلى الله عليه وسلم خيراً إلا دلَّ أمته عليه ولا شراً إلا حذّرها منه، ومن جملة ما حذّر منه فتنة المسيح الدجال لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال، وخص محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنزار، وقد بين الله له كثيراً من صفات الدجال ليحذر أمته، فإنه خارج من هذه الأمة لا محالة، لأنها آخر الأمم، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ومن الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته لتنجو من هذه الفتنة العظيمة الآتي:
أ ـ التمسك بالإسلام، والتسلح بسلاح الإيمان، ومعرفة أسماء الله الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت.
ب ـ التعوذ من فتنة الدجال، وخاصة في الصلاة وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجَّال (?)، وروى مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدَّجَّال (?).