فهذا عن الأمم، وأما عن الافراد فقد قال:" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً" (آل عمران، آية: 145)، أي بأجل محدود مقيّد، إلى وقت معلوم بقضاء من الله مبرم، وقدر محكم فالآجال محدودة بأزمنة وأمكنة لا يتخطاها المرء ولا يتعداها ولو سلك كل سبيل (?).

ولو أن العباد استحقوا الهلاك والفناء بسبب ظلمهم ما بادرهم الله بذلك حتى يبلغوا منتهى أعمارهم وغاية آجالهم، وفي ذلك يقول سبحانه:" وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" (النحل، آية: 61).

ويقول:"وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا" (فاطر، آية: 45).

والمرء لا يدري متى يحل به ذلك الأجل؟ لأن ذلك من علم الغيب الذي طواه الله عن خلقه، قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (لقمان، آية: 34).

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنّ هذه الخمس هي مفاتيح الغيب التي أخفاها عن عباده (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015