وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها قال تعالى:" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا*الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" (الكهف، آية: 45 ـ 46).

فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر وما هي إلا فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوب ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء والحرث والزرع كلها تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوب ويذهب، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً، والأموال والأولاد قد تذهب وأما الآخرة فلا رحيل ولا فناء ولا زوال، قال تعالى:" وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" (النحل، آية: 30 ـ 31).

5ــ العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة: يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران: قال تعالى:" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (آل عمران، آية: 185) وأما العمل للآخرة فلا يعقبه إلا الفوز بها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015