تأمل ما في هذه الآيات من النعيم والكرامة، فقد بين الله تعالى في هذه الآية أنهم يجتمعون يوم القيامة ويعطون من الفواكه وهم على السرر متقابلين، يتجاذبون أطراف الحديث، وفي أثناء حديثهم يُخدمون كالملوك فعندهم الفواكه، ويطاف عليهم بالخمر اللذيذة وعندهم النساء الحور العين، ثم يبدأ الحوار، فيتذكر أحدهم صاحباً له كان يأمره بالمعاصي وينكر البعث، فينادي منادي: هل تريد أن تعرف حاله؟ فيأخذ هذا الرجل ليريه ذلك الصاحب وقد استقر في قلب الحجيم يتقلب على الجمر لا يموت ولا يحيى، فيخاطبه سائلاً توبيخ واستنكار: هل نحن لا نموت إلا موتتنا الأولى ولن نبعث ولن نعذب، ثم ينظر لحاله والنعيم الذي هو فيه وينظر إلى حال هذا الذي أصبح من حطب جهنم ويقارن بين الحالين فيرى البون الشاسع والغرق الواسع فيقول لنفسه وقد امتلأ سروراً وفاض غبطة:" إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ" (?).

5ــ أعلى أهل الجنة:

الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون. قال تعالى:" وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (النساء، آية: 69)، أي معهم في الجنة وإن لم يكونوا معهم في الدرجة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015