والجنة درجة عالية، والصعود إلى العلياء يحتاج إلى جهد كبير وطريق الجنة فيه مخالفة لأهواء النفوس ومحبوباتها وهذا يحتاج إلى عزيمة ماضية وإرادة قوية، قال صلى الله عليه وسلم: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره (?)، وهذا من بديع الكلام وفصيحة وجوامعه التي أوتيها صلى الله عليه وسلم من التمثيل الحسن، ومعناه لا يوصل الجنة إلا بإرتكاب المكاره والنار بالشهوات وكذلك هما محجوبتان بهما فمن هتك الحجاب وصل المحجوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأمَّا المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادة، والمواظبة عليها، والصبر على مشاقها، وكظم الغيظ، والعفو، والحلم، والصدقة والإحسان إلى المسيء، والصبر على الشهوات، ونحو ذلك (?).

1ــ معرفة أهل الجنة لمساكنهم:

قال تعالى:" ....... وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ*سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ*وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" أي إذا دخلوها يقال لهم: تفرقوا إلى منازلكم، فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم (?).

وقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: يخلص المؤمنون من النار فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله كان في الدنيا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015