هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم: إما أن يكون من المقربين، أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين، وإما أن يكون من المكذبين بالحق الضالين عن الهدى الجاهلين بأمر الله، ولهذا قال تعالى:" فَأَمَّا إِن كَانَ" أي المحتضر " مِنَ الْمُقَرَّبِينَ" وهم فعلوا الواجبات والمستجاب وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات.

قوله: "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ" أي فلهم روح وريحان وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت " فَرَوْحٌ" راحة، أو الراحة من الدنيا (والروح) الفرح "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ" جنة ورخاء " فَرَوْحٌ" فرحمة " وَرَيْحَانٌ" رزق.

وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة، فإن من مات مقرباً حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة والفرح والسرور والرزق الحسن (?).

"وَجَنَّةُ نَعِيمٍ": أي: لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار (?).

ـ وقوله تعالى:" وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ" (الواقعة، آية: 90) أي وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين " فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ" (الواقعة، آية: 91)، اي تبشرهم الملائكة بذلك تقول لأحدهم: سلام لك، أي لا بأس عليك، أنت إلى سلامة، أنت من أصحاب اليمين (?).

السلام ثلاثة مواضع:

ـ عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الدنيا.

ـ عند مساءلته في القبر يسلم عليه منكر ونكير.

ـ عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إلى الجنة ويكون ذلك إكراماً بعد إكرام (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015