فدل الحديث على أن العقاب مكفر للذنب بمجرد فعله وهذا يعم العقوبات الشرعية المقدرة وهي: الحدود، وغير المقدرة وهي التعزيرات (?).
دلت النصوص الشرعية المتواترة دلالة قطعية على أن الله تعالى عفو غفور، يتجاوز عما يستحقه المذنبون من العقاب منها:
ــ قوله تعالى:" وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ" (الرعد، آية: 6).
ــ وقال تعالى:" وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ" (الشورى، آية: 25).
ــ وقوله تعالى:" وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى، آية: 30).
ــ وقوله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (الحج، آية: 60).
ــ وقوله تعالى:" إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" (النساء، آية: 43).
وهذه النصوص، وما في معناها، تدل قطعاً على أن العفو الإلهي من موانع إنفاذ الوعيد (?)، ولكن لا يمكن أن يمنع إنفاذ وعيد الكفر قطعاً، ودليل هذا الأصل القرآن والسنة، فالقرآن الكريم يقول:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ" (النساء، آية: 48).
وقال تعالى:" إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ" (المائدة، آية: 72).
وأما السنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار" (?).
ولا خلاف بين المسلمين أن المشرك إذا مات على شركه لم يكن من أهل المغفرة (?).