ويلقون في النار على وجوههم، قال تعالى:" وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النمل، آية: 90).
ثم أن النار تلفح وجوههم وتغشاها أبداً لا يجدون حائلاً يحول بينهم وبينها، قال تعالى:" لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ" (الأنبياء، آية: 39).
وقال تعالى:" وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ" (المؤمنون، آية: 103، 104).
في قوله تعالى:" تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ": يجرفها، واللفح كالنفخ إلا أنه أشد تأثيراً منه، وتخصيص الوجوه بذلك لأنها أشرف الأعضاء، فبيان حالها أزجر عن المعاصي المؤدية إلى النار، وهو السر في تقديمها على الفاعل (?)، ثم إن وجوههم تعلوها، وتحيط بها وتسعر أجسامهم المسربلة بالقطران (?)، قال تعالى:" وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ" (إبراهيم، آية: 49، 50).
وقال تعالى:" يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا" (الأحزاب، آية: 66).
إنه مشهد بائس أليم حين تغشاهم النار من كل جهة، فالتعبير على هذا النحو يراد به تصوير الحركة وتجسيمها والحرص على أن تصل النار إلى كل صفحة من صفحات وجوههم زيادة في النكال (?).