وعن مجاهد قال: الغساق الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من شدة برده (?). وعن أبي العالية في قوله تعالى:" لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا" (النبأ، آية: 24، 25). قال: استثنى من الشراب: الحميم، ومن البارد: الغساق (?).
8ـ لباس أهل النار: بعد أن يحشر الناس حفاة عُراة يلبسون لباساً وهذا اللباس ليس لستر العورة، ولا للزينة لأنه لباس مقطع ممزق، بل لباس لزيادة العذاب فهو لباس من نار، قال تعالى:" هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ" (الحج، آية: 19، 20).
قوله" قُطِّعَتْ": يعني ليست مفصلة على جسمهم، بل هي مقطعة ممزقة وكان إبراهيم التيمي إذا قرأ هذه الآية يقول: سبحان من قطع من النيران ثياباً (?)، وقال تعالى:" سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ" (إبراهيم، آية: 50).
السرابيل: جمع سربال، والسربال هو القميص أو الدرع، وقيل: كل ما لبس فهو سربال (?).
والقطران: النحاس المذاب (?)، فلباسهم من نحاس مذاب، والنحاس لا يكون مذاباً حتى يحمي عليه ويكون في الغاية من الحرارة والغليان.
وعن أبي مالك الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة سربال من قطران ودرع من جرب" (?).
9ـ صور من عذابهم: