وقد دلت الأحاديث أن النار يؤتى بها يوم القيامة فتكون في موضع قبل مكان الجنة، لأن الصراط منصوب على جسر جهنم (?)، ودل حديث عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها (?).
قال تعالى:" وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ" (الأعراف، آية 46، 48). والأعراف سور بين الجنة والنار (?).
وأما أصحاب الأعراف: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فمنعتهم حسناتهم من دخول النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة، فيقفون على السور حتى يقضى بين الناس، ثم يدخلهم الجنة، برحمته نقله البيهقي في كتابه البعث والنشور عن جميع من الصحابة والتابعين (?).