2ـ وأما خلود النار: قال تعالى:" إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ" (الزخرف، آية: 74، 75).
ــ وقال تعالى:" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ" (الأنبياء، آية: 98، 99).
ــ وقال تعالى:" بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة، آية: 81).
وأما السنة فحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً، ومن تحس سمّاً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا" (?).
3ـ هل المراد بالخلود طول المكث: قد يقول القائل: إن المراد بالخلود هو طول المكث لا أبديته، والناس تسمي أبناءها خالداً تفاؤلاً بطول بقائه، وهم يوقنون أنه ميت لا محالة، وتقول العرب: فلان خلّد الله ملكه، يعني أطال الله ملكه، ولكن إلى أمد لا إلى الأبد، والرجل الذي أسن ولم يشب تقول عنه العرب مخلد (?).
والجواب: الأصل في معنى الخلود هو دوام البقاء وأبديته، قال صاحب لسان العرب: الخلد دوام البقاء في دار لا يخرج منها (?)، وإنما يطلق الخلود على طول البقاء لا أبديته بقرينه، كما هو الحال في النار بالأبد لدفع هذا الوهم، وهي بالتتبع ثلاثة مواضع في كتاب الله:
ــ قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا" (النساء، آية: 168، 169).