ــ قال تعالى:" اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (البقرة، آية: 255). هذا وقد جمع الله تعالى هذه الشروط الثلاثة في قوله تعالى:" وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى" (النجم، آية: 26). فقوله:" إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ" هذا شرط الأذن.

وقوله" وَيَرْضَى"، فلم يذكر متعلق الفعل (يرضى) فهل يرضى عن الشافع أم عن المشفوع؟ والقاعدة تقول: حذف المتعلق يفيد العموم (?).

إذن فالآية تدل على المعنيين، فتشمل الرضى عن الشافع وعن المشفوع، وهو المطلوب (?).

وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القضية في حديث أنس في الصحيحين فقال: فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقول لي: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، وأشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم اخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود (?).

رابعاً: أنواع الشفاعة:

إن للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شفاعات متعددة منها:

1ـ الشفاعة العظمى: وهذه الشفاعة من أعظم الشفاعات وهي المقام المحمود الذي قال الله تعالى فيه:" عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" (الإسراء، آية: 79).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015