وليعمل لرضى رب العالمين العاملون المخلصون، أيها القاريء الكريم: إن مما يثبت السعادة وينميها ويعمقها أن لا تهتم بتوافه الأمور، فصاحب الهمة العالية همُّه طلب الآخرة، فيتسامى عن بنيات الطريق فاجعل الهم همّا واحداً، همّ لقاء الله عز وجل، هم الوقوف بين يديه (?) "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ"
قال الشاعر:
يوم القيامة لو علمت بهوله ... لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تشققت السماء لهوله ... وتَشَيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطريرُ شره ... في الخلق منتشرٌ عظيمُ الشَّان
والجنة العُليا ونارُ جهنَّم ... داران للخصمين دائمتان
يوم يجيءُ المتقون لربِّهم ... وفداً على نُجُب من العقيان
ويجيءُ فيه المجرمون إلى لَظَى ... يتلَّمظون تلمَّظ العطشان
ودخول بعض المسلمين جهنَّماً ... بكبائر الآثام والطُّغيان
والله يرحمهم بصحَّةِ عقدهم ... ويُبدَّلوا من خوفهم بأمان
وشفيعهم عند الخروج محمد ... وطهورهم في شاطيءِ الحيوان
حتى إذا طهُرُوا هُنالك أُدخلوا ... جنات عدن وهي خيرُ جنان
فالله يجمعنا وإيّاهم بها ... من غير تعذيب وغير هوان (?)
هذا وقد انتهيت من هذا الكتاب يوم الأحد في الساعة التاسعة إلا خمس دقائق ليلاً بتاريخ 28/ 11/ 2009م 11 ذي الحجة/1430هـ بالدوحة، والفضل لله من قبل ومن بعد وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل ويشرح صدور العباد للانتفاع به ويبارك فيه بمنه وكرمه وجوده قال تعالى:"مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (فاطر، آية: 2).