وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها، فالله سبحانه وتعالى يُحب موجب أسمائه وصفاته، فهو " عليم " يحب كل عليم وهو " جَوَادٌ " يحب كل جواد، " وتر " يحب الوتر " جميل " يحب الجمال، " عفو " يحب العفو وأهله " حيي " يحب الحياء وأهله " بر " يحب الأبرار " شكور " يحب الشاكرين " صبور " يحب الصابرين " حليم " يحب أهل الحلم، فلمحبته سبحانه للتوبة والمغفرة، والعفو والصفح. خلق من يغفر لهم ويتوب عليهم ويعفو عنهم، وقدر عليهم ما يقتضي وقوع المكروه والمبغوض له، ليترتب عليه المحبوب له المرضي له (?)، وظهور أسماء الله وصفاته في هذه الحياة وفي النفس البشرية وفي الكون كله واضح، لا يحتاج إلى دليل، إلا أن الإهتداء إلى تلك الآثار أو الإنتباه لها يتوقف على توفيق الله تعالى، بل أن التوفيق نفسه من آثار رحمته التي وسعت كل شيء، فلو فكر الإنسان في هذا الكون الفسيح وفي نفسه لرجع من هذه الجولة الفكرية، بعجائب واستفاد منها فوائد ما كان يحلم بها، ولو تأملنا هذه الآية الكريمة لرأينا أموراً تعجز عن التعبير عنها قال تعالى: " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (المؤمنون، آية: 115، 116).

ومما يؤكد أهمية هذا التوحيد هو ما تثمره أسماء الله وصفاته في قلب المؤمن من زيادة الإيمان ورسوخ في اليقين، وما تجلبه له من النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات المضللة والشهوات المجرمة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015