صفات الله كلها صفات كمال

4 ـ صفات الله كلها صفات كمال: لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم والقدرة والسمع والبصر، والرحمة والعزة والحكمة والعلو والعظمة وغير ذلك، ولله عز وجل المثل الأعلى قال تعالى: " لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (النحل، آية: 60)، وقال تعالى: " وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (الروم، آية: 27)، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى إن الخلق مضطرون على كون الخالق سبحانه وتعالى أجل وأكبر وأعلى وأعلم وأعظم وأكمل من كل شيء فهذا مستقر في فطر الناس وهو ضروري في حق من سلمت فطرته، فدلالة الفطرة على الصفات واضحة وبينة فإن كل حادث لابد له من محدث، وهذا المحدث لابد أن يكون قادراً، عالماً، مريداً، حكيماً، فالفعل يستلزم القدرة، والاحكام يستلزم العلم، والتخصيص يستلزم الإرادة، وحسن العاقبة يستلزم الحكمة وفي الفطرة الإقرار لله تعالى بالكمال المطلق، والذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وكذلك في الفطرة تنزيه الله عن النقائص والعيوب، ومن القضايا البديهية المستقرة في الفطرة أن الذي يعلم والذي يقدر والذي يتكلم ويبصر أكمل من العادم لذلك، ولهذا يذكر الله تعالى هذه المسألة بخطاب الإستفهام الإنكاري ليبين أنها مستقرة في الفطرة وأن النافي لها قال قولاً منكراً في الفطرة، قال تعالى: " أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ " (النحل، آية: 17). فالتسوية منكرة في الفطرة وينكر ذلك على من سوى بينهما، فالذي ليست لديه صفات كمال، لا يمكن أن يكون رباً، ولا معبوداً، وأن العلم بذلك فطري (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015