أ ـ معرفة هذه الأسماء وحفظها، بحيث يستطيع الإنسان أن يعدها عداً، وقد اعتنى جماعة من أهل العلم بعدّ هذه الأسماء، كالزَّجَّاج وابن منده، وابن حزم وأبي حامد الغزالي وابن العربي والقرطبي، وغيرهم من المصنفين والعلماء الذين اعتنوا بذكر هذه الأسماء وتعدادها واستخراجها من القرآن والسنة النبوية الصحيحة، وهذا داخل في معنى إحصاء أسماء الله الحسنى، وفضل عظيم للإنسان أن يكون عنده إلمام ومعرفة بأسماء الله عز وجل، وأن يتلوها، وأن يدعو الله (?) بها.

ب ـ من معاني إحصائها، معرفة معانيها، فإن هذه الأسماء ليست أسماء رمزية ولا وهمية، ولا جامدة، ولا غامضة المعنى، وإنما هي بلسان عربي مبين، أُريد من الإنسان أن يتفهم معانيها، حتى تكون تلاوتنا لها ذات معنى وليس مجرد ترديد لألفاظ لا نفقه ما وراءها وهذا بحدّ ذاته، مكسب عظيم، يبارك النفس ويزكيها ويرتقي بالقلب والعقل والروح.

ج ـ الإلحاح بالدعاء لله عز وجل بهذه الأسماء كما قال تعالى: " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ " (الأعراف، آية: 180).

إن الله تبارك يجب أن يدعى بها ولهذا قيل:

لا تسألنَّ بُنيّ آدم حاجة ... وسل الذي أبوابُه لا تُحجب

الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبُنيُّ آدم حين يُسألُ يغضبُ

فندعو الله بأسمائه الحسنى باعتدال وذلك بأن تدعو الله تعالى وتسأله وترجوه فيما ألمَّ بك من أمر دنياك وآخرتك مما تحب وترجو، أو مما تخاف وتكره، أو تدعوه بهذه الأسماء باستحضار معانيها، وتأملها وتدبُّرِها والتعبد، بمقتضياتها، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة والذكر والاستحضار (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015