ثالثاً: أسماء الله الحسنى: لربنا تبارك وتعالى أسماء سمّى بها نفسه منها ما أنزله في كتابه، كالأسماء الموجودة في القرآن ومنها ما علّمه الله تعالى بعض خلقه من الأنبياء والمرسلين أو الملائكة المقربين أو ما شاء الله تبارك وتعالى، ومن أسمائه سبحانه ما استأثر به في علم الغيب عنده فلا يعلمه أحد، وذلك أن لله تعالى من معاني العظمة ما لا تستطيع المخلوقات إدراكه، لأنه الإله الحق المبين، له الجمال المطلق، والكمال المطلق، والجلال المطلق، والعظمة التامة، والقدرة الكاملة، فلله تعالى أسماء وصفات لا يحيط بها إلا هو سبحانه وتعالى.
1ـ أسماء الله تبارك وتعالى كثيرة، بل كما قال ربنا عز وجل: " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " (الكهف، آية: 109)، وقال: " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (لقمان، آية: 27). فلله عز وجل من معاني الحمد والمجد، والكمال والعظمة والقوة والقدرة والسلطان ما لا يحيط به بشر، ولا يدركه عقل، ولا يقف عند منتهى كُنهه إدراك، وهذا الحديث لا يعني قصر الأسماء الحسنى على التسعة والتسعين، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح ـ الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه ـ مناجياً وداعياً ربه تبارك وتعالى (اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك (?).
وذكر في حديث الشفاعة أنه يسجد صلى الله عليه وسلم تحت العرش، فيفتح الله عليه بمحامد يعلمّها له، لم يكن يعلمها من قبل (?).