قال تعالى: " وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ " (النمل، آية:88)، لقد كان الناس قديماً يرون أن الأرض وجبالها ثابتة، بل يضربون المثل بثباتها، فجاء القرآن ليخالف ما ألفه الناس واستقر في أذهانهم، وتحدث عن ظاهرة كونية، فقال عن الجبال أنها تمر مر السحاب، أي أن الجبال كالسحاب، فكما أن السحاب لا يتحرك ذاتياً إلا إذا كان هناك شيء يدفعه إلى التحرك، والذي يحرك السحاب ويدفعه هي الرياح، فكذلك الجبال لا تتحرك بنفسها، لأنها أوتاد الأرض ولكن هي تتحرك، وحركتها تابعة لحركة الأرض فالأرض تتحرك وتدور، وإلا فكيف تتحرك الجبال وتمرّ مرّ السحاب وهذا من صنع الله الذي أتقن كل شيء حينئذ يكون هناك يقين ثابت (?).
قال تعالى: " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ " (الرحمن، آية:19ـ22).
تتحدث الآيات الكريمة عن بحرين يتلاقيان وفي مكان تلاقيهما يوجد حاجز والظاهر أنها تتحدث عن بحرين حقيقين مالحين وليس عن بحر ونهر لأنه قال: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ".