ثانياً: دليل الفطرة والعهد:

إن معرفة الخالق والإقرار بوجوده تبارك وتعالى وربوبيته أمر بديهي مغروس في نفوس الناس وفطرهم إذ لو تُرك الإنسان في مكان خال لا يوجد فيه أحد بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية وعن كل الشوائب العقدية، لإستطاع بفطرته أن يعرف أن لهذا الكون خالقاً مدبراً ومتصرفاً، ثم بفطرته يتوجه لمحبة خالقه ومن هنا نعلم أن من أنكر وجود الخالق جل جلاله من الملحدين إنما أُتوا من انحراف فطرهم ومن تأثير الشياطين عليهم وتلاعبهم بهم ودليل الفطرة هذا دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، قال تعالى: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " (الروم، آية: 30). فالفترة المقصودة بها هنا الإسلام، فالله جل جلاله فطر الناس على دين الإسلام والتوحيد (?)، وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تتبع البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء (?)، وفي الحديث القدسي يقول تبارك وتعالى: " إني خلقت عبادي كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم (?). ومعنى (حنفاء) أي: مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015