س ـ ولم ينف القرآن الكريم صفة الإيمان عمن أكل أموال الناس بالباطل، أو أكل الربا مادام غير مستحيل لذلك فيقول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ " (النساء، آية: 29)، وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (البقرة، آية: 278).
د ـ وورد أيضاً من الأحاديث الصحيحة التي تنص على أن المعاصي لا تخرج عن الملة ومن ذلك، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك دخل الجنة. قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر (?). ففي قوله: وإن زنى وإن سرق، دليل على أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها، وختم لهم بالخلود في الجنة (?).
ـ وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله في مجلس، فقال: تبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله، وإن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه (?).
هـ ـ ومما يستدل به: اجماع الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان على أن صاحب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته وهوتحت مشيئة الله تعالى في الآخرة (?).