5ـ حكم مرتكب الكبيرة

5ـ حكم مرتكب الكبيرة: سلك الصحابة والتابعون لهم بإحسان منهجاً وسطاً في شأن مرتكب الكبيرة، فلم يكفروه ولم يقولوا بأنه كامل الإيمان، بل إنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته أو هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن عاص، وهذا الحكم عليه إنما هو في الدنيا، أما في الآخرة فهو تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وبهذا الحكم عليه جمعوا بين النصوص الشرعية التي تصف أهل الإيمان والنصوص التي لم تخرج الفاسق من دائرة الإسلام (?).

إن فساق الملة ليسوا مخلدين في النار وليسوا كاملين في الدين والإيمان والطاعة بل لهم حسنات وسيئات، يستحقون بهذا العقاب، وبهذا الثواب (?).

وقد اتفق الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين على أنه لا يخلد في النار ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان، واتفقوا أيضاً على أن نبينا صلى الله عليه وسلم يشفع فيمن يأذن الله له بالشفاعة فيه من أهل الكبائر من أمته (?).

وقد استدل علماء الأمة الإسلامية على قولهم في مرتكب الكبيرة بالعديد من الأدلة من الكتاب والسنة منها:

أ ـ قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء " (النساء، آية: 48)، وقد أبانت هذه الآية أن كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه، ما لم تكن كبيرته شركاً بالله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015