جـ ـ شرك الطاعة: وهو طاعة الأحبار والرهبان وغيرهم من البشر والعلماء والسلاطين والأمراء في تحريم ما أحل الله أو إباحة ما حرم الله، قال تعالى: " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ " (التوبة، آية: 31)، وعن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ أنه لما بلغته دعوة رسول الله فرّ إلى الشام وكان تنصر في الجاهلية، فأسِرت أخته وجماعة من قومه ثم منَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم عدي إلى المدينة وكان رئيساً في قومه طئ وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ " قال فقلت: إنهم لم يعبدوهم فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فأتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم، وقال بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عدي ما تقول؟ أيضرك أن يقول الله أكبر، فهل تعلم شيئاً أكبر من الله؟ ما يضرك أيضرك أن يقال: لا إله إلا الله فهل تعلم إلهاً غير الله؟ ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق (?).
ح ـ شرك المحبة: بأن يصرف المحبة لغير الله تعالى مما يحب أن يكون لله، ومن أدلته قوله تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ " (البقرة، آية: 165).