وفي قوله تعالى: " مثل نوره " وهي أن أصل الإيمان يكون من الله عندما يشرح صدر عبده المؤمن للإسلام ويجعل له نوراً فيبدأ به النور والحياة وقد شبه العلم المستفاد من الوحي الواصل للقلب بالزيت الجيد، فاستدامة النور وقوته وسلامته وتنامي حياة القلب إنما تكون بالعلم بالكتاب والسنة والعمل به، فهي غذاؤه ومادة حياته (?).
ـ إن ضياء النار يحتاج في دوامه إلى مادة تحمله، وتلك المادة للضياء بمنزلة غذاء الحيوان فكذلك نور الإيمان يحتاج إلى مادة من العلم النافع والعمل الصالح يقوم بها ويدوم بدوامها، فإذا ذهبت مادة الإيمان طفئ كما تطفأ النار بفراغ مادتها (?).
ـ إن المثل دل على أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بزيادة العلم الواصل للقلب المستفاد من نور الكتاب والسنة كما ينقص بنقصه ومأخذ ذلك من المثل هو تشبيه العلم الذي يمد القلب بالمعارف والحقائق الإيمانية بالزيت الذي يمد المصباح بالوقود وكون المصباح يزيد ضوؤه ويصفو بزيادة الزيت وجودته والمؤمنون يتفاوتون بقوة النور الكائن في قلوبهم بحسب ما عندهم من العلم والإيمان وأكمل المؤمنين نوراً هو النبي صلى الله عليه وسلم لكمال علمه وإيمانه.
ـ إن المثل دل على أن النور الذي يجعله الله في قلوب المؤمنين نور حقيقي، ومأخذ ذلك هو تشبيه ذلك النور الذي يعلم معناه ولا تعتقل كيفيته بنور المصباح المحسوس فالتشبيه بالمحسوس يؤكد وجوده وحقيقته (?).