وأما التولة: بكسر التاء وفتح الواو فهي ما يضع بزعم أنه يحبب المرأة إلى زوجها، كما فسر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه قالوا: يا ابا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها، فما التولة؟ قال: شيء تضعه النساء يتحببن إلى أزواجهن (?)، وكانت المرأة تجلب به محبة زوجها وهو ضرب من السحر (?). وهذه الأحاديث وغيرها التي تنهى عن هذه الأمور، التي فيها توكل على غير الله تعالى، واعتقاد جلب نفع، أو دفع ضرّ من دونه عز وجل، والله تعالى يقول: " وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (يونس، آية: 107).
فقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على حماية التوحيد من مثل الأمور التي قد يتساهل فيها المرء مع خطورتها، فمن تعلق وأنزل حوائجه به والتجأ إليه، وفوض أمره إليه، كفاه وقرب إليه كل بعيد، ويسّر له كل عسير، ومن تعلق بغيره أو سكن على رايه وعقله ودوائه وتمائمه ونحو ذلك وكله لله إلى ذلك وخذ له وهذا معروف بالنصوص والتجارب قال تعالى: " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " (الطلاق، آية: 3) (?).