11ـ الأكل من النار وغضب الجبار

11ـ الأكل من النار وغضب الجبار: قال العليم الخبير: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " (البقرة، آية: 174ـ 176).

بعد أن تحدثت الآيات عن بعض أحكام الشريعة مثل تحريم أكل الميتة والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، توعدت من يكتمون أحكام الشريعة مقابل ثمن قليل يأكلونه، لأن كتمان الشريعة، يستلزم أنواعاً من الإنحراف عنها (?)، فهؤلاء الذين يكتمون الحق المنزل، لقاء ثمن رخيص، إنما يأتون حراماً يعذبهم الله عليه بنار جهنم يأكلونها في بطونهم الجشعة، فهي نارٌ على الحقيقة يأكلونها يوم القيامة، جزاء ما اقترفوا من أكل الرشوة على الدين (?)، والذي اعظم عليهم من عذاب النار، هو غضب الله عليهم، وإعراضه عنهم " لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم " أي: لا يطهِّرهم من الأخلاق الرَّذيلة، إذ ليس لهم أعمال تصلح للمدح والرِّضا والجزاء عليها، بل يعذبهم عذاباً أليماً، لأنهم تركوا كتاب الله وأعرضوا عنه، وعن التحاكم إليه في الدنيا واختاروا الضلالة على الهدى والعذاب على المغفرة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015