4 ـ العز والشرف

4 ـ العز والشرف: قال تعالى: " لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (الأنبياء، آية: 10). أي فيه شرفكم وصيتكم، وقال تعالى في آخر الآية: " أفلا تعقلون " والاستفهام للتوبيخ والتقريع والمعنى: أفلا تعقلون ما فضِّلتم به على غيركم (?)، فهذه الأمة لا تستمد الشرف والعزة إلا من استمساكها بدينها وتطبيقها لأحكام الشريعة في جميع نواحي الحياة، كما قال عمر رضي الله عنه: " إنا كنا أذلَ قوم ما أعزَنا الله إلا بالإسلام، فمهما نطلب العزّ بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله (?)، فهناك ارتباط وثيق بين حال الأمة الإسلامية عزاً وذلاً، مع موقفها من تطبيق الشريعة إقبالاً وإدباراً فما عزّت في يوم بغير دين الله وما ذلّت في يوم إلا بالانحراف عنه (?).

ومن أراد العزّة فليتعزر بطاعة الله تعالى، لأن مصدرها من الله تعالى فليطلبها من مصدرها، كما قال تعالى: " مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " (فاطر، آية: 10)، وقال تعالى: " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (المنافقون، آية: 8)، وهذه العزة كما كانت للمؤمنين السابقين فهي كذلك للاحقين شريطة أن يقتفوا أثرهم في تعظيم حرمات الله وتطبيق شرعه والاعتزاز بدينه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015