إن الغاية من خلق الإنسان وكتابة الموت والحياة عليه واضح في قوله تعالى: " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " (تبارك، آية: 2). والأحسن عملاً يتضمن أمرين: كما فسر ذلك الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ عندما قال: أحسنه أي أخلصه وأصوبه (?).

فأخلصه هو ((لا إله إلا الله))، وأصوبه هو ((محمد رسول الله))، وهو الذي أشارت إليه سورة الفاتحة ـ أم القرآن الكريم ـ " اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ " (الفاتحة، آية 6 ـ 7). والذين أنعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، ومنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته ـ رضوان الله عليهم ـ والذين ساروا على هذا ((الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ))، أي الصواب الموصل للغاية، وهذا الطريق وسط بين طرفين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015