تظهر كرامة الإنسان والدعوة إلى تكريمه بدعوة الإسلام إلى الأخلاق الفاضلة، وترغيب الفرد والمجتمع بمعالي الأمور والتسامي عن المادة، والحض على الخير والفضيلة بين الناس (?)، لذلك وصف القرآن الكريم نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأعلى أوسمة الفخار والثناء، فقال تعالى:" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم، آية: 4).
وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق (?).
فدعا الإسلام الناس جميعاً إلى البر والرحمة، والإخاء، والمودة، والتعاون، والوفاق، والصدق، والإحسان ووفاء الوعد، وأداء الأمانة وتطهير القلب، وتخليصه من الشوائب، كما دعا إلى العدل والمسامحة والعفو، والمغفرة والصبر والثبات، ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحث على النصيحة وغير ذلك من مكارم الأخلاق والفضائل (?)، والأخلاق الفاضلة تزين الإنسانية وتُعلي شأنها، وتُنسق بين أفرادها وتصون العلاقات الجماعية، وتوجيهها إلى الخير والكمال، لتصور الحياة البشرية في أجمل صورها، وأحسن أحوالها، وتتجنب الرذيلة، والفساد الخُلُقي والإجتماعي (?).
وهذا باب واسع يُغطي جميع الأحكام الشرعية، ويدفع لمعرفة العلة فيها والحكمة من تشريعها، ولذلك نضرب بعض الأمثلة فقط كنماذج:
قال تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم، آية: 21).